الجمعة، 6 نوفمبر 2009

خان الإفرنج ينضح بالفن البيزنطي .. مجسمات ولوحات تكرس وفاء فنانة فرنسية لصديقاتها


خان الافرنج في صيدا بما يمثل من معلم تاريخي جسد عبر العصور مساحة للتفاعل والتلاقي الحضاري والثقافي بين الشرق والغرب ، يرتدي هذه الأيام حلة من الفن البيزنطي من خلال معرض " Mes Byzantines " للفنانة الشكيلية الفرنسية مارتين سيوتا والذي ينظمه المركز الثقافي الفرنسي في لبنان بالتعاون مع مؤسسة الحريري والمركز الثقافي الفرنسي في دمشق ، وجرى افتتاجه في الخان برعاية وزيرة التربية والتعليم العالي بهية الحريري ممثلة بمدير مركز صيدا الثقافي نزار الرواس وبحضور ممثل السفارة الفرنسية الملحق الثقافي في السفارة جاني بوردي ، ومدير المكتب الاقليمي للوكالة الفرنكوفونية الدكتور أوليفييه غارو ، ومدير المركز الثقافي الفرنسي في لبنان دنيس غيار ومدير المركز الثقافي الفرنسي في صيدا أوليفييه لونغ ، ممثل المطران ايلي حداد الأب سليمان وهبي، ممثل تيار المستقبل المحامي محيي الدين الجويدي ، السفير عبد المولى الصلح وحشد من الشخصيات الثقافية والفنية ومن متذوقي فن التشكيل .
افتتح المعرض بالنشيدين الوطنيين اللبناني والفرنسي ، جرى بعدها قص شريط الافتتاح ، ثم ألقى دنيس غيار كلمة المركز الثقافي الفرنسي في لبنان فرحب بالحضور في خان الافرنج معتبراً انه عبر التاريخ مكان للتلاقي والتبادل بين لبنان وفرنسا، وللتفاعل الحضاري والثقافي والتجاري بين الشرق والغرب ، وقال: ان هذا المعرض الذي تنقل بين مناطق كثيرة يحط رحاله اليوم في هذا المكان وهو المكان المناسب والطبيعي له.. وهو يتكلم عن هذه العلاقة بين فرنسا والشرق . فخان الافرنج هو سوق تجاري تاريخي شكل مكانا للتبادل التجاري والحضاري والثقافي واللقاء بين الثقافات . وان صيدا بما تمثل بهذا العمق التاريخي والحضاري ، مدينة تعني الكثير لنا، وهي مكان للتفاعل من خلال الكثير من الأنشطة التي نقوم بها كمركز بالتعاون مع مؤسساتها المختلفة ولا سيما مؤسسة الحريري التي تربطنا بها شراكة قوية على مدى سنوات طويلة .
وكانت كلمة لمدير المركز الثقافي في صيدا أوليفييه لونغ متوقفا عند طبيعة هذا المعرض وما يضتمنه المعرض دمى مصنوعة من اقمشة تتشابك خيوطها لترمز الى الترابط والوحدة والتضامن بين اناس مختلفين ولكنهم سعداء انهم معا . وأيضاً ما يعنيه المعرض والمكان الذي يقام فيه من تجسيد لهذه العلاقة التاريخية الانسانية والحضارية بين فرنسا ولبنان والشرق والتاريخ المشترك بين بلدان حوض المتوسط..
وتحدثت الفنانة مارتين سيوتا فشرحت خصوصية هذا المعرض وما تمثله الدمى النسيجية المعروضة . وقالت: هن عدة سيدات مررن في حياتي وهذا المعرض هو نوع من التكريم لكل هؤلاء الصديقات اللواتي اللواتي التقيتهن في جبال البرينيه وإفريقيا وباريس وسورية التي أعيش وأعمل فيها منذ ما يربو على عشرين عاماً. والمعرض هذا تحية للنساء اللواتي تعلمت منهن وأثرن بي. باختصار هو تكريم للصداقة . متوجهة بالشكر الى الوزيرة الحريري لرعايتها هذا المعرض والى الجهات الحاضنة له مؤسسة الحريري والمركز الثقافي الفرنسي في لبنان وصيدا .
وتحدثت سيوتا عن التقنية المستخدمة في صنع هذه الدمى فقالت : استخدمت كل ما هو حديث وعصري سواء عن طريق الحياكة الميكانيكية او التقليدية . واحببت ان نخلق او ان نوجد من خلال هذه الدمى شيئأ فقدناه من ذاكرتنا كالتراث والفن البيزنطي واود ان اقول ايضا ان المكان اضفى بعدا جديدا للمعرض كونه يمثل العراقة والتاريخ هنا .
وعلى أنغام عازف العود عبد العزيز عيسى الذي قدم معزوفات شرقية ، جال الحضور في ارجاء المعرض الذي تضمن لوحات من القماش ودمى تجسد في ازيائها العهد البيزنطي ، وعند كل دمية كتب نص بالفرنسية يتحدث عن المرأة او الصديقة التي تجسدها هذه الدمية بالنسبة لصانعتها. وبدا لافتا ً أن الأعمال الفنيّة (المجسمة والمسطحة) التي ضمها هذا المعرض، تجمع بتآلف لافت، بين مقومات وخصائص فنون الرسم والتصوير والزخرفة والنحت وخيال الظل والمنسوجات، وتتناول جميعها موضوعاً واحداً هو المرأة ذات الهيئة والملامح شبه الواحدة والمكررة، سواء في المجسمات المنفذة من الخشب والنحاس والزجاج والقماش والرسم ، أو في اللوحات المسطحة والمعلقة خلف الأعمال المجسمة وهي من القماش المخيّط والمنسوج والمطرز ومشدودة إلى الأسفل بأقراص ملونة من الزجاج متدلية بواسطة الحبال عبر دوائر نحاسية كررتها في القسم العلوي، مثبتة بها اللوحة التي تحولت إلى ما يشبه السجادة المعلقة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق